قصة (كلاب مع أبيه) و عمر ابن الخطاب ..

قصة جميلة ومعاني اجمل احببت نقلها لتعم الفائدة

كان لأمية بن الأسكر الكناني ولد اسمه كلاب
وكانت العرب لا تأنف من هذه الأسماء
كلاب وكليب وجحش وحمار فقد كانت دارجة في الجاهلية
فأحب أمية ابنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كأشد ما يحب الوالد ولده
وكان أمية شغوفاً بحب الجهاد في سبيل الله في شبابه
ولما سمع منادي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ينادي للجهاد في سبيل الله في معركة القادسية العظيمة
جاء هو وولده [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب وقال له :
يا أمير المؤمنين ؛ لقد علمتَ حبي للجهاد في سبيل الله.. ولكني الآن وقد وهن عظمي ورق جسدي فلا أستطيع عليه
فقام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وقال : يا أمير المؤمنين ؛ أنا أبيع نفسي لله فأذن لي في الذهاب إلى الجهاد
فتعلق أمية بولده وقال : يا بني ؛ لمن تدع أبويك شيخين كبيرين؟
ولم يسمح له بالذهاب للجهاد
فبقي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عند والديه وبقي يحاول فيهما أن يسمحا له بالذهاب إلى الجهاد
وفي لحظة رضا قالا له اذهب لا تثريب عليك
فذهب للجهاد في العراق ضد الفرس
فاشتد الوجد على أمية اشتياقاً لولده الغائب
وذات يوم رأى أمية حمامة في الطائف تحتضن فراخها فتذكر ولده [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فأنشد قائلاً :

لمن شيخان قد نشدا كلابا
كتاب الله لو قبل الكتابا

أناديه فيُعرض في إباءٍ
فلا وأبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ما أصابا

إذا هتفتْ حمامة بطن وجٍ
على بيضاتها ذكرا كلابا

فإن مهاجرين تكنفاه
ففارق شيخه خطِئاً وخابا

تركتَ أباك مرعشة يداه
وأمك ما تسيغ لها شرابا

فإنك والتماس الأجر بعدي
كباغي الماء يتبع السرابا

ثم بقي أمية يعاني مرارة الهجر وألم القطيعة
وذات يوم فكر في الأمر ملياً وقال لأذهبن لعمر وأستعدي الله عليه إن لم يردد لي كلابا
فردته زوجته عن ذلك فقال لها :

أعاذل قد عذلتِ بغير قدري
ولا تدرين عاذل ما ألاقي

فإما كنتِ عاذلتي فردي
كلاباً إذ توجه للعراقِ

فتى الفتيان في عسرٍ ويسرٍ
شديد الركن في يوم التلاقي

وإيقادي عليكِ إذا شتونا
وضمكِ تحت نحري واعتناقي

فلو فلق الفؤاد شديد وجدٍ
لهمَ سوادُ قلبي بانفلاقِ

سأستعدي على الفاروقِ رباً
له دفع الحجيج إلى بساقِ

وأدعو الله مجتهداً عليه
ببطن الأخشبين إلى دقاقِ

إنِ الفاروق لم يردد كلاباً
على شيخين هامهما زواقِ

فلما بلغ عمر مقالة أمية بكى وأرسل إلى أمير العراق أن يعجل عليه برد كلاب
فتعجب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أن دُعي لشخصه ولكنه سارع إلى المدينة
فلما قدمها دخل على عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال له عمر : يا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]؛ ما بلغ من برك بأبيك ؟
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: كنت أؤثره وأكفيه أمره
قال عمر : وغير ذلك
قال : كنت إذا أردتُ أن احلب له لبناً أعتمد إلى أغزر ناقة في إبله فأسمنها وأريحها وأتركها حتى تستقر ، ثم أغسل ضرعها حتى يبرد ، ثم أحلب له فأسقيه
فأرسل عمر في طلب أمية فجيء به إليه وهو يتهادى قد انحنى ظهره وعمي بصره
فقال له عمر : كيف أنت يا أبا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]؟
فقال : لم يعد يسرني سرور ولا يسوءني سوء
فقال له عمر : هل تشتهي شيء من الدنيا ؟
قال : ما عدت أشتهي شيء إلا أني أشتهي أن أرى كلاباً فأضمه ضمة وأشمه شمة قبل أن أموت
فقال عمر : ستبلغ ما تحب إن شاء الله
ثم أمر عمر كلاباً أن يأتي بحليب لأبيه كما كان يصنع له من قبل
ففعل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ذلك وجاء بالإناء فأخذه عمر وأعطاه لأمية وقال : اشرب يا أمية
فأخذ أمية الإناء ليشرب فتوقف..!! وأخذ يشم رائحة الإناء
فقال : والله يا أمير المؤمنين إني لأشم رائحة يدي كلاب
فدفع عمر بكلاب لأمية وقال : هذا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بين يديك يا أبا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قد بلغك الله ما اشتهيت
فوثب أمية إلى ابنه وضمه إليه بحنان الوالد وبكى بكاءً شديداً وبكى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]وبكى عمر وضج المجلس بالبكاء
فقال عمر لكلاب : الزم أبويك حتى يبلغا أجلهما ثم شأنك في نفسك بعد ذلك
فذهب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مع والده وهو يقول :

لعمرك ما تركتُ أبا كلابٍ
كبير السنِ مكتئباً مصابا

وأماً لا يزال لها حنينٌ
تناديني بعد رقدتها كلابا
لكني رجوتُ به ثوابا

قصة عظيمة في بر الوالدين
بين لنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من خلالها أهمية البر بالوالدين
وذلك هو قول أمية :
فإنك والتماس الأجر بعدي
كباغي الماء يتبع السرابا.

منقول

بارك الله فيك ننتضر جديدك

ابو فراس كتب:: بارك الله فيك ننتضر جديدك

وبورك في مرورك العطر

» من أقوال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
» عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه